-->

مساحة إعلانية

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • الأحد، 23 أبريل 2017

    انظروا.. ماذا تعلم اطفالها‎ ؟؟؟


    طفلة لم تكمل عامها الثالث.. تتلعثم بالحروف.. تقف خلف أمها تشد ملابسها 

    أمي أمي لم نبن اليوم قصراً في الجنة

    اعتقدت أني سمعت خطأً.. 

    إلا أن الفتاة كررتها، ثم وقف أخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة
    .. رأت أمهم الفضول في عيني

    فابتسمت وقالت لي

    أتحب أن ترى كيف أبني وأبنائي قصراً في الجنة.. 

    فوقفت أرقب ما سيفعلونه

    جلست الأم وتحلق أولادها حولها .. 
    أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى السنة والنصف،
    جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين
    .
    بدأت الأم وبدؤوا معها في قراءة سورةالإخلاص
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
    ثم كرروها عشر مرات
    عندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحيين
    "الحمد لله بنينا قصرا في الجنة
    "
    سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر
    رد الأطفال نريد كنوزاً يا أمي
    فبدؤوا يرددون "لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله
    ..ثم عادت فسألتهم
    من منكم يريد أن يشرب من يد رسولالله صلى الله عليه وسلم

    شربة لا يظمأبعدها أبدا

    ً
    ويبلغه صلاتكم عليه
    فشرعوا جميعهم يقولون
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد،
    كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
    اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد,
    كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد 

    تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل..
    ثم انفضوا كل إلى عمله
    فمنهم من تابع مذاكرة دروسه
    ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها

    فقلت لها ما كان ذلك؟
    قالت أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم
    وأجلس وسطهم أحببت أن استغل فرحتهم بوجودي بأن أعلّمهم وأعودهم على ذكر الله
    فمتى ما اعتادوه انتظموا عليه وهذا ما آمل منهم
     وما أعلّمه لهم استندت فيه على
    أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال
    ‏من قرأ ‏ ‏قل هو الله أحد ‏ ‏حتى يختمهاعشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة

    كما قال رسول الله - صلى الله عليه واله سلم في حديث آخر
    ياعبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله . رواه البخاري ومسلم
     .و قال عليه أفضل الصلاة والسلام
    صلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني فأحببت أن أنقل لهم
    هذه الأحاديث وأعلّمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أنيفهمها فهم يروون القصور
    في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها
    ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز
    تركتها وأنا أفكر في بيوتنا المسلمة.. 
    على أي من الكلام يجتمعون.. 
    وماذا يقولون.. وهل هم يجتمعون؟... 
    وأي علاقة تلك التي تنشأ بين الأم وأبناءها عندما يجلسون يقرؤون القرآن ويذكرون..؟


    خرجت من عندها وأنا أردد هذه الآية:
    وَأَن لَّيْسَ للا نسَانِ الا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُالْجَزَاء الاوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى

    ************ ********* ********* *ما أبدعك أيتها الام العظيمة فأنت السبب في دخولنا الجنة
    و أنت السبب في ابتعادنا عن النار
    و لا تنسي أنك أنت قد تكونين السبب في دخولنا النار والعياذ بالله

    ************ **
    بصراحة حبيت كثير طريقة توصيل المعلومة للاطفال بطريقة يستوعبها عقلهم وارجو ان نبني بيوتا قوية أساسها أطفال ملمين ومتفتحين مستقبلا

    أنقليها لعلكي تكوني سببا لدخول أبنائنا الجنه.

    الجمعة، 21 أبريل 2017

     أحاديث صحيحة تُفيد المراة المسلمة



    بسم الله الرحمن الرحيم
    1-قال:صلى الله عليه وسلم(إذا صلت المراةخمسها وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها:ادخلي الجنةمن أي أبواب الجنة شئت))

    (رواه ابن حبان وصححه الألباني).



    2-وقال:صلى الله عليه وسلم: (( يا معشر النساء، تصدقن ولو من حليكن، فإنكن أكثر أهل النار يوم القيامة))


    (متفق عليه).
    3 عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافر المرأة إلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول اللهإني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا، وامرأتي تريد الحج، فقال: اخرج معها"


    متفق عليه






    4-وقال:صلى الله عليه وسلم("عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين التوحيد ( وفي رواية : الرحمة ) ، واعقدن بالأنامل ، فإنهن مسؤولات ومستنطقات ))


    (رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني رحمه الله ).



    5-وقال:صلى الله عليه وسلم(لإمراة يقال لها أم سنان : "ما منعك أن تحجي معنا"، قالت: أبو فلان – زوجها – له ناضحان، حج على أحدهما، ولآخر نسقي به. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : "فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة".


    أو قال: "حجة معي".(متفق عليه).



    6-وقال:صلى الله عليه وسلم(رحم الله امرة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها،فإن أبى نضحت في وجهه الماء))


    (رواه احمد وصححه الألباني).



    7-وعن أم حميد امراة ابي حميد الساعدي أنها جاءت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالتيا رسول الله،أني أحب الصلاة معك، قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ،وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك،وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في المسجد قومك،وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي)).


    (رواه أحمد وصححه الألباني).



    8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت ، "يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قاللا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور". (رواه البخاري).



    9- قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، إن فلانه تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل، وتصدق، وتؤدي جير انها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير فيها، هي من أهل النار، قالوا: وفلانه تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار ولا تؤدي أحدا؟ فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم : هي من أهل الجنة)).


    (رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني ).



    10- وقال صلى الله عليه وسلم: (( والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي أمراة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه))
    (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني). معنى كلمة قتب)): السرج أي الشداد



    11-وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا نفقتالمراة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا))


    (رواه البخاري).





    12-وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))


    (متفق عليه).



    أختي المسلمة: تذكري هذا الحديث، واحتسبي .. حتى يثقل ميزانك، وتكفر سيئاتك، وتعلو درجتك في الجنة.


    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

    الاثنين، 17 أبريل 2017

    مفتاح قلب الرجال في عقل( المرأة الذكية )‏



    مفتاح قلب الرجال في عقل( المرأة الذكية )


    قلوب الرجال ليست واحدة ،

    - فمنهم من يسهل الوصول إليه بـ كلمة حب 
    - وبعضهم يفتحه على مصراعيه أمام جمال آسر،
    - أما البعض الآخر فتنطبق عليه مقولة - اقرب طريق إلى قلب الرجل معدته - 

    تعامل المرأة مع زوجها بحب ودبلوماسية وأخلاق هو مما يحببه فيها 

    فالرجل يريد من تلبي له طلباته وتهتم به وتشعره بأنه إنسان مميز ومهم في حياتها.
    والصراحة طريق إلى قلب الرجل ، فلابد أن يثق بالمرأة كي يحبها، فلو كذبت عليه مرة لن يستطيع أن يبني معها علاقة متينة لأنه سيظل يتذكر أنها كذبت عليه يوماوربما ستكذب عليه مرة أخرى ، بالإضافة إلى أن المرأة تأسرالرجل بخفة دمها وحلاوة روحها وحسن اخلاقها.
    وقد تكمن مفاتيح قلوب الرجال في عقل المرأة الذكية التي تبحث عن الأشياءالتي يفضلها الرجل وتبتعد عن الأشياء التي تغضبه ،والتي تسخر ذكائها في اللعب على الأوتار التي تساعدها في الوصول إلى قلب زوجها وإرضائه ، وإذا نفذت هذه الطريقة بذكاء ستجد الرجل كالخاتم في إصبعها .
    ومن مفاتيح قلوب الرجال تخفيف المشاكل المنزلية وعدم عرضها على الزوج مباشرة فور رجوعه من العمل ، وهذه الطريقة ستجعله يفضل الجلوس في المنزل لفترات طويلة، وتجعله يحكي لزوجته كل المشاكل التي مر بها في الخارج وتساعده في حلها ، وتوفر له سبل الراحة والترفيه التي تجذبه لها ولعقلها ولحسن تصرفها .

    وليس غريبا على الرجل أن تكون الطاعة مفتاح قلبه ، إذا أطاعت المرأة زوجها أحبها، 
    فالرجل الشرقي يحب المرأة التي تشعره بأنه سيد البيت ، أما كثرة الجدال والصراع على السلطة في البيت فتنقص الكثير من محبة الرجل لزوجته، حتى أسلوب الجدال لا بد أن يكون مهذبا ، 
    فالرجل لا يحب أن تحدثه المرأة بتحد أو غرور، بل بهدوء واحترام لمكانته في الأسرة.

    وغالبية الرجال يحيطون أنفسهم بهالة من القوة ربما ليكسب احترام من حوله وخشيتهم ، 
    وربما ليهابه الآخرون لكن الرجل في النهاية في داخله طفل صغير، وكسب عواطفه ليس أمرا صعبا إنما فقط يتطلب الأمر من حواء قليل من الذكاء للوصول إلى قلبه

    منقول للفائدة 

    الأحد، 16 أبريل 2017

    من هو : 
    عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، وهو شاعر جاهلي مجيد من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق.

    عزته وفتكته : 
    كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند ملك المناذرة. وذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها الملك كليب وأبوها الزير سالم المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك. وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلي ناوليني تلك الجفنه" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "واذلاه" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله به ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه. 
    نسبه :

    هو: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. 
    أمه: هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان 

    معلقته : 
    أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فأصبحينا"، يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب . وقد اشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته وأبيات لا تخرج عن موضوعها.
    قال في ثمار القلوب: كان يقال: «فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».
    من شعره معلقته الشهيرة:
    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَا
    مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَا


    معلقة عمرو بن كلثوم :

    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِـكِ فَاصْبَحِينَا 
    وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
    مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا
    إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
    تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ
    إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا
    تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ
    عَلَيْهِ لِمَالِـهِ فِيهَا مُهِيـنَا
    صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو
    وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
    وَمَا شَـرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـروٍ
    بِصَاحِبِكِ الَّذِي لاَ تَصْبَحِينَا
    وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَـكَّ
    وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا
    وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا الْمَنَايَـا
    مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَدَّرِيـنَا
    قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا
    نُخَبِّرْكِ الْيَقِيـنَ وَتُخْبِرِينَـا
    قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمَاً
    لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَا
    بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْبَاً وَطَعْنَاً أَقَرَّ
    بِـهِ مَوَالِيـكِ العُيُونَـا
    وَإِنَّ غَدَاً وَإِنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
    وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا
    تُرِيكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَلاَءٍ
    وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الكَاشِحِينَا
    ذِرَاعَي عَيْطَلٍ أَدْمَـاءَ بِكْـرٍ
    هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
    وَثَدْيَاً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصَاً
    حَصَانَاً مِنْ أَكُفِّ اللاَمِسِينَا
    وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَـتْ
    رَوَادِفُهَا تَنُوءُ بِمَا وَلِينَـا
    وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْـهَا
    وَكَشْحَاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا
    وَسَارِيَتَيْ بِلَنْـطٍ أَوْ رُخَـامٍ
    يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِمَا رَنِينَا
    فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ
    أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَـتِ الْحَنِيـنَا
    وَلاَ شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهَا
    لَهَا مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينَا
    تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا
    رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا
    فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ
    كَأَسْيَافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيـنَا
    أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا
    وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِينَـا
    بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيضَـاً
    وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
    وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِـوَالٍ
    عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
    وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـوهُ
    بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
    تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
    مُقَلَّـدَةً أَعِنَّـتَهَا صُفُونَـا
    وَأَنْزَلْنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ
    إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوعِدِينَا
    وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا
    وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيـنَا
    مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
    يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا
    يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ
    وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِينَا
    نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا
    فَأَعْجَلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
    قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
    قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا
    نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِـفُّ عَنْهُمْ
    وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونَا
    نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
    وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوفِ إِذَا غُشِينَا
    بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
    ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينَـا
    كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيـهَا 
    وُسُوقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِينَـا
    نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ القَـوْمِ شَقًّـاً
    وَنَخْتَلِبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِينَا
    وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
    عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
    وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
    نُطَاعِنُ دُونَـهُ حَتَّى يَبِينَا
    وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ 
    عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
    نَجُذُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ 
    فَمَا يَدْرُونَ مَاذَا يَتَّقُونَـا
    كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِيـنَا وَفِيهِـمْ
    مَخَارِيقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِينَـا
    كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ 
    خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانٍ أَوْ طُلِينَـا
    إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَـيٌّ 
    مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا
    نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَـدٍّ 
    مُحَافَظَةً وَكُنَّـا السَّابِقِينَـا
    بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْـدَاً 
    وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
    حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيعَـاً
    مُقَارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينَـا
    فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَـتِنَا عَلَيْهِمْ
    فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبَاً ثُبِينَـا
    وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِـمْ 
    فَنُمْعِنُ غَـارَةً مُتَلَبِّـبِينَا
    بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بن بَكْـرٍ
    نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَـةَ وَالحُزُونَا
    أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْـوَامُ أَنَّـا 
    تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَدْ وَنِينَـا
    أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَا
    فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا
    بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ 
    نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينَـا
    بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ
    تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
    تَهَـدَّدْنَا وَأَوْعِـدْنَا رُوَيْـدَاً 
    مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَـا
    فَإِنَّ قَنَاتَـنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ 
    عَلَى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا
    إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ 
    وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُونَـا
    عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ 
    تَشُجُّ قَفَا المُثَقَّفِ وَالجَبِينَـا
    فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
    بِنَقْصٍ فِي خُطُوبِ الأَوَّلِينَا
    وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بْنِ سَيْفٍ 
    أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ المَجْدِ دِينَا
    وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ 
    زُهَيْرَاً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينَا
    وَعَتَّـابَاً وَكُلْثُـومَاً جَمِيعَـاً 
    بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِينَا
    وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ 
    بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُحْجَرِينَا
    وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ 
    فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِينَـا
    مَتَى نَعْقِدْ قَرِينَـتَنَا بِحَبْـلٍ 
    تَجُذُّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِينَا
    وَنُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَارَاً 
    وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِينَا
    وَنَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى
    رَفَدْنَا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينَا
    وَنَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى
    تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينَـا
    وَنَحْنُ الحَاكِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا 
    وَنَحْنُ العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
    وَنَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنَا 
    وَنَحْنُ الآخِذُونَ بِمَا رَضِينَا
    وَكُنَّا الأَيْمَنِينَ إِذَا التَقَـيْنَا 
    وَكَانَ الأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينَـا
    فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيهِـمْ
    وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِينَـا
    فَآبُوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا
    وَأُبْنَـا بِالمُلُـوكِ مُصَفَّدِينَا
    إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُـمْ 
    أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّـا اليَقِينَـا
    أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ 
    كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينَـا
    عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي
    وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينَـا
    عَلَيْنَا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ 
    تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوناً
    إِذَا وُضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمَاً
    رَأَيْتَ لَهَا جُلُودَ القَوْمِ جُونَا
    كَأَنَّ غُضُونَهُنَّ مُتُونُ غُـدْرٍ
    تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا
    وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
    عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِينَـا
    وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثَاً 
    كَأَمْثَالِ الرَّصَائِعِ قَدْ بَلِينَا
    وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ 
    وَنُـورِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِينَـا
    عَلَى آثَارِنَا بِيضٌ حِسَـانٌ 
    نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُونَا
    أَخَذْنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْـدَاً
    إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِينَا
    لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسَـاً وَبِيضَـاً 
    وَأَسْرَى فِي الحَدِيدِ مُقَرَّنِينَا
    تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُـلُّ حَـيٍّ
    قَدِ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِينَا
    إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَا كَمَا
    اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينَا
    يَقُتْنَ جِيَادَنَـا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ 
    بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُونَـا
    ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
    خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَبَاً وَدِينَا
    وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ 
    تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَا
    كَأَنَّا وَالسُّيُـوفُ مُسَلَّـلاَتٌ
    وَلَدْنَا النَّاسَ طُرَّاً أَجْمَعِينَا
    يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدَي
    حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَـا
    وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
    إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينَا
    بِأَنَّا المُطْعِمُـونَ إِذَا قَدَرْنَـا
    وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَـا
    وَأَنَّـا المَانِعُـونَ لِمَا أَرَدْنَـا
    وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَـا
    وَأَنَّا التَارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَـا
    وَأَنَّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينَـا
    وَأَنَّا العَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا
    وَأَنَّـا العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
    وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
    وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِيـنَا
    أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَـنَّا
    وَدُعْمِيَّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُـمُونَا
    إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً
    أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَـا
    مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
    وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيـنَا
    إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِيٌّ
    تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَـا
    من هو : 
    أعشى قيس (7 هـ/629 -570 م) هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة بن نزار. لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. ويكنى الأعشى: أبا بصير، تفاؤلاً. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.
    وهو من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم، ثم استدرك ليقول: ليس ذلك بمُجْمَع عليه لا فيه ولا في غيره. أما حرص المؤرخين على قولهم: أعشى بني قيس، فمردّه عدم اقتصار هذا اللقب عليه دون سواه من الجاهليين والإسلاميين، إذ أحاط هؤلاء الدارسون، وعلى رأسهم الآمدي في المؤتلف والمختلف، بعدد ملحوظ منهم، لقّبوا جميعاً بالأعشى، لعل أبرزهم بعد شاعرنا- أعشى باهلة، عامر ابن الحارث بن رباح، وأعشى بكر بن وائل، وأعشى بني ثعلبة، ربيعة بن يحيى، وأعشى بني ربيعة، عبد الله بن خارجة، وأعشى همدان، وأعشى بني سليم وهو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسئل يونس عن أشعر الناس فقال: «امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير بن أبي سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب». 
    نسبه : 
    ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار وأبوه قيس بن جندل هو الذي سمّي بقتيل الجوع، سمّاه بذلك الشاعر جهنّام في معرض التهاجي فقال: أبوك قتيلُ الجوع قيس بن جندلٍ- وخالُك عبدٌ من خُماعة راضعُ وتفسير ذلك أن قيساً لجأ إلى غار في يوم شديد الحرارة فوقعت صخرة كبيرة سدّت عليه مدخل ذلك الغار فمات جوعاً. يفهم من قول ابن قتيبة: وكان ميمون بن قيس- أعمى، أن لقبه كما يرى- إنّما لحقه بسبب ذهاب بصره، ولعلّ الذين كنّوه بأبي بصير، فعلوا ذلك تفاؤلاً أو تلطفاً، أو إعجاباً ببصيرته القوية، ولذا ربطوا بين هذا الواقع الأليم وبين كنيته "أبي بصير" لكنّ آخرين لم يذهبوا هذا المذهب والعشى في نظرهم تبعاً لدلالته اللغوية ليس ذهاب البصر بل ضعفه، فلئن كان الأعشى لا يبصر ليلاً فلا شيء يحول دون أن يكون سليم البصر نهاراً. ومن هذه الزاوية اللغوية على الأرجح كنّي الأعشى بأبي بصير بباعث الثناء على توقّد بصيرته، وتعويضاً يبعث على الرضا في مقابل سوء بصر، ولعلّ ما جاء في شعر الأعشى حين طلبت إليه ابنته- كما قال في بعض قصائده- البقاء إلى جانبها لتجد بقربه الأمن والسلام ولتطمئن عليه بالكفّ عن الترحال وتحمل مصاعب السفر والتجوال- هو الأقرب إلى تصوير واقعه وحقيقة بصره، فهو يصف ما حلّ به في أواخر حياته من الضعف بعد أن ولّى شبابه وذهب بصره أو كاد وبات بحاجة إلى من يقوده ويريه طريقه، وإلى عصاه يتوكأ عليها، هكذا يصف نفسه فيقول: رأتْ رجُلاً غائب الوافدي- ن مُخلِف الخَلْق أعشى ضَريراً وأما تفسير لقب الأعشى الآخر- أي: "صنّاجة العرب"- فمختلف فيه هو الآخر، فقد سمّي- كذلك- لأنه أول من ذكر الصّنج في شعره، إذ قال: 
    ومُستجيبٍ لصوتِ الصَّنْج تَسَمعُهُ- إذا تُرَجِّع فيه القينةُ الفُضلُ 
    لكن أبا الفرج أورد تعليلاً مخالفاً حين نقل عن أبي عبيدة قوله:
    وكان الأعشى غنّى في شعره، فكانت العرب تسميه صنّاجة العرب. وإلى مثل هذا أشار حمّاد الرواية حين سأله أبو جعفر المنصور عن أشعر النّاس، فقال "نعم ذلك الأعشى صنّاجها".
    ولادته :
    وقد ولد ونشأ في منفوحة وهي قريه حضريه على ضفاف وادي حنيفة في نجد في ما بات يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية وقد أصبحت منفوحة اليوم جزءا من مدينة الرياض.وفيها داره وبها قبره وأطلق على أحد شوارع منفوحة لقب الاعشى تخليداً له

    نشأته :

    موطن الأعشى هي بلدة منفوحة في ديار القبائل البكرية التي تمتد من البحرين حتى حدود العراق. وأصبحت منفوحه قرية الاعشى اليوم حي من أحياء الرياض القديمة بعد تمدد الرياض العمراني وفي منفوحه نشأ فيها أبو بصير شاعر بني قيس بن ثعلبة. وكانت دياره أرضاً طيبة موفورة الماء والمرعى بغلالها وثمار نخيلها. ولئن كان الأعشى قد رأى الحياة في بلدته منفوحة وأقام فيها فترة أولى هي فترة النشأة والفتوّة، فالراجح أنّه بعد أن تتلمذ لخاله الشاعر المسيّب بن علس، خرج إثر ذلك إلى محيطه القريب والبعيد فنال شهرة واكتسب منزلة عالية بفضل شاعريته الفذّة في المديح بخاصة والاعتداد بقومه البكريين بعامّة. فاتصل بكبار القوم، وكان من ممدوحيه عدد من ملوك الفرس وأمراء الغساسنة من آل جفنة وأشراف اليمن وسادة نجران واليمامة. ومن أبرز الذين تعدّدت فيهم قصائده قيس بن معد يكرب وسلامة ذي فائش وهوذة بن علي الحنفي. ولقد بات الأعشى بحافز من مثله الأعلى في الّلذة التي تجسّدت في الخمرة والمرأة، في طليعة الشعراء الذين وظّفوا الشعر في انتجاع مواطن الكرم يتكسب المال بالمدح، ويستمطر عطاء النبلاء، والسادة بآيات التعظيم والإطراء حتى قيل عنه، كما أورد صاحب الأغاني: " الأعشى أوّل من سال بشعره" لكنّ هذا الحكم لا يخلو من تعريض تكمن وراءه أسباب شتّى من الحسد وسطحية الرأي وربما العصبيّة القبليّة. إن الأعشى نفسه لم ينكر سعيه إلى المال، ولكنّه كان دائماً حريصاً على تعليل هذا المسعى والدافع إليه، فلم يجد في جعل الثناء قنطرة إلى الرخاء والاستمتاع بالتكسّب عاراً فهوعنده جنى إعجابٍ وسيرورة شعر. وفي مثل هذا الاتجاه يقول لابنته مبرّراً مسعاه إلى الثروة، رافضاً الثّواء على الفقر والحرمان:
    وقد طُفتُ للمالِ آفاقَهُ عُمانَ فحِمص فأورى شِلمْ
    أتيتُ النّجاشيَّ في أرضه وأرضَ النَّبيط، وأرضَ العجمْ
    فنجران، فالسَّروَ من حِمْيرٍ فأيَّ مرامٍ له لم أَرُمْ
    ومن بعدِ ذاك إلى حضرمو ت، فأوفيت همّي وحينا أَهُمْ
    ألمْ تري الحَضْرَ إذ أهلُه بنَعُمى- وهل خالدٌ من نَعِمْ
    كان الأعشى بحاجة دائمة إلى المال حتى ينهض بتبعات أسفاره الطويلة ويفي برغباته ومتطلباته فراح بلاد العرب قاصداً الملوك.. يمدحهم ويكسب عطاءهم. ولم يكن يجتمع إليه قدر من المال حتى يستنزفه في لذّته.. ثم يعاود الرحلة في سبيل الحصول على مال جديد، ينفقه في لذّة جديدة. هذا هو الغرض من استدرار العطاء بعبارة الثناء، فكسبه النوال إنما كان لتلك الخصال التي عدّدنا، ولم يكن الأعشى في حياته إلا باذلاً للمال، سخيّاً على نفسه وذويه وصحبه من النّدامى ورفاقه في مجالس الشراب، فلا يجد غضاضة أن يحيط ممدوحه بسيرته هذه كقوله مادحاً قيس بن معد يكرب:
    فجِئتُكَ مُرتاداً ما خبّروا ولولا الذي خبّروا لم تَرَنْ
    فلا تحرِمنّي نداكَ الجزيل فإنّي أُمرؤ قَبْلكُمْ لم أُهَنْ
    بحكم ما تقدّم من فعل النشأة وتكوين العرى الأولى في شخصيّة الأعشى تطالعنا في ثنايا ديوانه، وبالدرس والتحليل والاستنتاج جوانب غنيّة من عالم الشاعر نكتفي منها بلُمع نتلمس مصادرها في قصائده ومواقفه وردّات أفعاله وانفعالاته. وفي قمة ما يمور به عالمه النفسي والفكري اعتقادٌ أملاه الواقع بعبثية الحياة، وتداخل مهازلها بصلب طبيعتها التي لا تني في تشكيلها وتبدّلها بصور شتى لا تغيّر من جوهرها المرتكز على ظاهرة التلوّن وعدم الثبات والزوال. وقد ضمّن الأعشى شعره هذه التأمّلات وهو يصف الموت الذي يطوي الملوك والحصون والأمم والشعوب كمثل قوله في مطلع مدحه المحلّق:
    أرقتُ وما هذا السُّهادُ المؤرّقُ وما بي من سقم وما بي مَعْشَقُ
    ولكن أراني لا أزالُ بحادثٍ أُغادي بما لم يمسِ عندي وأطرقُ
    فما أنتَ إنْ دامتْ عليك بخالدٍ كما لم يُخلَّدْ قبل ساسا ومَوْرَقُ
    وكِسرى شهِنْشاهُ الذي سار مُلكُهُ له ما اشتهى راحٌ عتيقٌ وزنْبقُ
    ولا عادياً لم يمنع الموتَ مالُه وحصنٌ بتيماءَ اليهوديّ أبلقُ

    معلقة الاعشى
    ودع هريرة إن الركب مرتحل
    و هل تطيق وداعاً أيها الرجل
    غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
    تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
    كأن مشيتها من بيت جارتها
    مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل
    تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت
    كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
    ليست كمن يكره الجيران طلعتها
    و لا تراها لسر الجار تختتل
    يكاد يصرعها لولا تشددها
    إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
    إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت
    و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل
    صفر الوشاح و ملء الدرع بهكنةٌ
    إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
    نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها
    للذة المرء لا جافٍ و لا تفل
    هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها
    كأن أخمصها بالشوك ينتعل
    إذا تقوم يضوع المسك أصورةً
    و الزنبق الورد من أردانها شمل
    ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ
    خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل
    يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ
    مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل
    يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ
    و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل
    علقتها عرضاً و علقت رجلاً
    غيري و علق أخرى غيرها الرجل
    و علقته فتاة ما يحاولها
    و من بني عمها ميت بها وهل
    و علقتني أخيرى ما تلائمني
    فاجتمع الحب ، حبٌ كله تبل
    فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه
    ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل
    صدت هريرة عنا ما تكلمنا
    جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل
    أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به
    ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل
    قالت هريرة لما جئت طالبها
    ويلي عليك و ويلي منك يا رجل
    إما ترينا حفاةً لانعال لنا
    إنا كذلك ما نحفى و ننتعل
    و قد أخالس رب البيت غفلته
    و قد يحاذر مني ثم ما يئل
    وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني
    وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل
    وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
    شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
    في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا
    أن هالكٌ كل من يحفى و ينتعل
    نازعتهم قضب الريحان متكئاً
    و قهوةً مزةً راووقها خضل
    لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ
    إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
    يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ
    مقلصٌ أسفل السربال معتمل
    و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه
    إذا ترجع فيه القينة الفضل
    الساحبات ذيول الريط آونةً
    و الرافعات على أعجازها العجل
    من كل ذلك يومٌ قد لهوت به
    و في التجارب طول اللهو و الغزل
    و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ
    للجن بالليل في حافاتها زجل
    لا يتنمى لها بالقيظ يركبها
    إلا الذين لهم فيها أتوا مهل
    جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ
    في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل
    بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه
    كأنما البرق في حافاته شعل
    له ردافٌ و جوزٌ مفأمٌ عملٌ
    منطقٌ بسجال الماء متصل
    لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه
    و لا اللذاذة في كأس و لا شغل
    فقلت للشرب في درنا و قد ثملوا
    شيموا و كيف يشيم الشارب الثمل
    قالوا نمارٌ ، فبطن الخال جادهما
    فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل
    فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته
    حتى تدافع منه الربو فالحبل
    حتى تحمل منه الماء تكلفةً
    روض القطا فكثيب الغينة السهل
    يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً
    زوراً تجانف عنها القود و الرسل
    أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً
    أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل
    ألست منتهياً عن نحت أثلتنا
    و لست ضائرها ما أطت الإبل
    كناطح صخرةً يوماً ليوهنها
    فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل
    تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته
    يوم للقاء فتردي ثم تعتزل
    تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا
    أرماحنا ثم تلقاهم و تعتزل
    لا تقعدن وقد أكلتها خطباً
    تعوذ من شرها يوماً و تبتهل
    سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا
    أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
    و اسأل قشيراً و عبد الله كلهم
    و اسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
    إنا نقاتلهم حتى نقتلهم
    عند اللقاء و إن جاروا و إن جهلوا
    قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا
    و الجاشرية من يسعى و ينتضل
    لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً
    لنقتلن مثله منكم فنمتثل
    لئن منيت بنا عن غب معركةٍ
    لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل
    لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ
    كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل
    حتى يظل عميد القوم مرتفقاً
    يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل
    أصابه هندوانٌي فأقصده
    أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل
    كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم
    إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
    نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً
    جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل
    قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا
    أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل
    قد نخضب العير في مكنون فائله
    و قد يشيط على أرماحنا البطل
    جميع الحقوق محفوظة ل قلعة رياض الفقهاء